
شكرًا لرئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل إدريس الذي أنصف الدكتور محمد بشير عبد الله أبونو وزير المعادن السابق بتعيينه سفيرًا بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، وهو قرارٌ جاء في توقيته الصحيح ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب. فالدكتور محمد أبو نمو يتمتع بكاريزما لافتة، وشخصية قوية، وقبول واسع وسط المجتمع، إلى جانب كونه مفاوضًا بارعًا أثبت قدراته في أكثر من موقع.وقد سبق لأبو نمو أن قاد وفد السودان في مفاوضات سابقة، ومثّل الدولة خير تمثيل، حيث أسعد الشعب السوداني آنذاك بتصريحاته الفورية والواضحة حول مجريات التفاوض، ما عكس شفافية عالية وحضورًا ذهنيًا وسياسيًا مميزًا. وبهذا التعيين، تُهنَّأ وزارة الخارجية والتعاون الدولي برجل دولة من طراز رفيع، يحمل همّ الوطن ويمتلك أدوات الدفاع عن مصالحه.ولم تكن هذه التجربة الأولى في سجل الدكتور محمد أبو نمو؛ إذ قاد من قبل قطاع المعادن وحقق نجاحات ملموسة في تطوير التعدين وزيادة الإنتاج، الأمر الذي أسهم بصورة مباشرة في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق عوائد مرتفعة من صادرات الذهب ما يمكن تسميته بـالنجاح المزعج فالنجاح، في مثل هذه المواقع الحساسة، لا يعني الراحة بقدر ما يعني مزيدًا من القلق والحرص والتدقيق.
ختامًا، تُجسّد تجربة الدكتور محمد أبونو حقيقة مهمة مفادها أن النجاح، رغم بريقه، قد يصبح مصدر ضغط ومسؤوليات متزايدة وتحديات اجتماعية. فالنجاح ليس نهاية الطريق، بل بداية لمسؤولية أكبر، تتطلب توازنًا نفسيًا وواقعية في التوقعات، حتى يتحول الإنجاز إلى طاقة إيجابية تدفع الوطن إلى الأمام، لا إلى عبء يثقل كاهل صاحبه.





