خارج النص.. يوسف عبد المنان يكتب بين الرضي والإعيسر

صحيفة الكرامة
الأحد 16 مارس 2025م

شنّ الأخ الصحافي محمد عثمان الرضي هجوماً ضارياً على وزير الإعلام خالد الإعيسر، على خلفية تعيين الأخ محمد حامد جمعة، والأخت الدكتورة عفراء فتح الرحمن، في مناصب ملحقين إعلاميين في كل من مصر وإثيوبيا.
وبطبيعة الحال، لن ترضى هذه التعيينات كثيراً من المتطلعين للوظائف الحكومية، ومن بين هؤلاء الأخ محمد عثمان الرضي، الذي حشد الكثير من مفردات اللغة لإدانة الإعيسر، ووصفه بالمتخبط في إدارة وزارة الإعلام، مع إطلاق الكثير من الأحكام الجائرة بحق رجل جاء إلى الوزارة بجهده وكفاحه، ولم يرتقِ إلى منصب الوزير عبر رافعة قبلية، ولا عبر محاصصات جهوية، ولا من خلال دروب ملتوية، بل جاء إنصافاً لإعلامي تصدى لمليشيات التمرد منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب، في وقت صمت فيه من يثيرون الضجيج اليوم، ويزعمون أنهم رموز للتضحيات.
لا تجمعني بالإعيسر قبيلة، ولا منطقة، ولا رفقة في دروب الإعلام، ولم ألتقه منذ تعيينه إلا في زيارته الأخيرة لولاية الخرطوم، ولولا إلحاح الأخ الوزير الطيب سعد الدين، لما هرعتُ لاستقباله بمطار وادي سيدنا، ومرافقته حتى اجتماعه بحكومة ولاية الخرطوم، التي درج الوالي أحمد عثمان حمزة على إشراك الإعلام في بعض جلسات مجلس الوزراء. كما أنني لا أنتظر من الوزير الأعيسر مكرمة، ولا وظيفة حكومية، ولا حتى استشارة في الشأن العام، ولكن الأمانة تقتضي إنصافه والإشادة بعطائه.
في ساحات العمل، وخلال فترة قصيرة، وضع الإعيسر بصمته في الوزارة المتهالكة، في ظل ظروف صعبة تعيشها البلاد، ووزارة بلا موارد وبلا ميزانية، لكنه اقتطع من المال الشحيح لإحياء منابر الوزارة، واستضافة المسؤولين في الحكومة التي كانت خرساء بلا لسان قبل قدومه. وهو، كغيره من البشر، قد يخطئ، لكنه يصيب كثيراً. ولا تزال أمام الوزير فرص لتعيين آخرين، غير محمد حامد جمعة وعفراء فتح الرحمن، وكلاهما من الكوادر الإعلامية ذات التجربة والخبرة والحماس للعطاء، والمواقف الداعمة لحرب الكرامة، مما جعل أغلبية القطاع الإعلامي يشد على يد الوزير، إلا الأخ محمد عثمان الرضي، الذي ربما ساءه تعيين زملائه، فطفق يطعن في الظل، والكل يعلم ما هي “الدبرة التي قتلت الجمل”.
و”الدبرة” تعني الجرح، وليت الأخ سيف الدين البشير، وهو ملحق إعلامي سابق في عهد الإنقاذ، يكتب إلينا عن “الدبرة” التي قتلت الجمل، رغم أنه، وعشرات الملحقين غيره، صمتوا صمت أهل القبور، ولم يفتح الله عليهم بكلمة منذ اندلاع حرب الجنجويد، ولم يقاتل أحد منهم كما قاتل الإعيسر ومحمد حامد جمعة “نُوّار”، الذي يستحق ما هو أكبر من منصب ملحق إعلامي، رغم تخرصات الزميل الرضي وحملته الضارية على الوزير الإعيسر، ظناً منه أن الهجوم على الوزير سيرعبه، ويرغمه على الالتفات إلى الأصوات الناقدة لإسكاتها وترضيتها.
لكن الإعيسر، الذي ضحى بوضع مادي في لندن أفضل بكثير من شظف العيش في بورتسودان، ليس لديه ما يخشاه، ولن يذعن للضغوط و”ليّ الأيادي”.

الحاكم نيوز وجهة جديدة في عالم الصحافة الرقمية المتطورة... سرعة اكتر مصداقية اكتر دقة وانتشار للخبر والإعلان ..™

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر + أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى