حدود المنطق* *الصحافة السودانية، مسؤولية وطنية وأخلاقية* *إسماعيل جبريل تيسو..*

*حدود المنطق*

*الصحافة السودانية، مسؤولية وطنية وأخلاقية*

*إسماعيل جبريل تيسو..*

في خضم معركة الكرامة التي يخوضها السودان دفاعاً عن سيادته ووحدته، تبرز الصحافة كجبهة متقدمة في ساحة الوعي والتعبئة الوطنية، حيث لم يعد دورها يقتصر على نقل الأخبار فحسب، بل أصبحت الصحافة خط الدفاع الإعلامي الأول في معركة الوجود والمصير، ذلك أن الصحافة بإمكانها أن تسند القوات المسلحة والقوات المساندة لا بالصوت فقط، بل بالرؤية الواعية، وتحفيز الإرادة الشعبية، وكشف التضحيات العظيمة التي يبذلها الأبطال في الميدان.

وفي مقابل أداء الصحافة الوطنية، ينشط إعلام مضاد تديره غرف معتمة تتبع لميليشيا الدعم السريع ومموليها، وعلى رأسهم دولة الإمارات التي لا تخفي دعمها المالي السخي لهذه الماكينات الإعلامية، وقد باتت الصحافة السودانية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بفضح المجازر الوحشية والانتهاكات المروعة التي ما انفكت ميليشيا آل دقلو الإرهابية ترتكبها في كل المدن والمناطق التي تستبيحها وآخرها مدينة الفاشر، وبجانب فضح جرائم الميليشيا ينبغي للصحافة أن تتصدى لحملات الشيطنة والتضليل التي تسعى لتزييف الوعي وتشويه صورة القوات المسلحة وقادتها الوطنيين.

إن لسان المنطق يدعو إلى ضرورة التعاطي بوعي ومسؤولية مع هذه اللحظة الحرجة، بأن تتجاوز الأقلام والكيانات الصحفية خلافاتها، وتترفع عن الصراعات الجانبية والصغائر التي لا طائل منها، فالمعركة لا تحتمل التشتت، والميدان لا يسع إلا من يقف بثبات إلى جانب الوطن، فكيف نرهن أنفسنا لمساجلات تقلل من قيمنا، وتحط من قدرنا، في وقت يبذل فيه أبطالنا أرواحهم رخيصة في ميادين القتال فداءً للوطن، لا بد أن نعيد الاعتبار للقيم المهنية والأخلاقية التي تأسست عليها الصحافة، وأن نوظف القلم لخدمة القضية الوطنية، وليس لإثارة الفتن أو تصفية الحسابات الجانبية.

قطعاً نتفق أن الصحافة في بلادنا، والإعلام على وجه العموم يعاني من أزمات هيكلية ومادية ومهنية، تفاقمت في ظل الحرب وانهيار الاقتصاد، ومع ذلك، فإن الفرصة ما زالت سانحة لإعادة البناء، من خلال التفات الدولة لتدعم المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، والعمل على توفير التدريب والتأهيل، وتشجيع العمل الاستقصائي، وإقامة شراكات مع الإعلام الإقليمي والدولي لنقل الحقيقة، بعيداً عن التسيس أو الاستقطاب الحاد.

إن المسؤولية الملقاة على عاتق الدولة تفرض على أجهزتها أن تتعامل مع الصحافة كسلطة رابعة، لا كخصم أو تابع، ولعل المؤسف حقاً أن بعض المسؤولين لا يزالون يتبعون نهجاً قديماً يقوم على انتقاء صحفيين معينين و”تغذيتهم” ورفدهم بحصرية الأخبار والمعلومات، وهو سلوك يضعف الصحافة ويهدر ثقة الناس فيها، فالمطلوب اليوم هو الشفافية، والعدالة في تمليك المعلومات، وإشراك الإعلام في معركة الكرامة الوطنية، باعتباره أحد أهم أسلحة الحرب فتكاً وفاعلية.

الحاكم نيوز وجهة جديدة في عالم الصحافة الرقمية المتطورة... سرعة اكتر مصداقية اكتر دقة وانتشار للخبر والإعلان ..™

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى